الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: أسد الغابة في معرفة الصحابة **
د عِ أَبو سَعِيد مولى أَبي أُسيد. روى عنه أبو نَضرَةَ مقتل عثمان بطوله. أخرجه ابن منده وأَبو نعَيم. د ع أَبو سَعيد الأَنصَاري، زوج أَسماء بنت يزيد بن السكن. قال أَبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، وهو عندي أَبو سعيد بن المثنى. روى مهاجر بن دينار: أَن أَبا سَعِيد الأنَصاري، مر بمروان وهو صَريع - يعني يوم الدار فقال أَبو سعيد: لو أَعلم يا ابن الزرقاء أَنك حي لأَجهزت عليك! فحقدها عليه - الملك بن مروان، فلما استخلف عبد الملك أَتَى به، فقال أَبو سعيد: احفظ لي وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عبد الملك: وما ذاك? قال: "أقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم. فتركه". أَخرجه ابن منده، وأَبو نُعَيم.
ع س أبوسعِيد ِبن زَيد. أَورده عبد الله بن أَحمد بن حَنبل في مسند الشاميين، وفي مسند الكوفيين أَيضاً . أخبرنا أَبو ياسر بإِسناده عن عبد الله بن أَحمد: حدثني أَبي، أَنبأَنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن جابر، عن الشعبي قال: أَشهد على أبي سعيد بن زيد: أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت جنازة، فقام. أَخرجه أبو نُعَيم. وأَخرجه أَبو موسى وقال: كذا وقع في رواية القُطَيعي، وروى الطبراني عن عبد الله بن أَحمد بن حنبل بإِسناده مثله، إِلا أَنه قال: "أَشهد على أَبي سعيد الخدرِي". وكأنه أَصح. ب ع س أَبو سَعِيد سَعدُ بن مالك بن سِنَان بن ثعلبة بن عُبَيد بن الأَبجر - وهو خدرة - ابن عوف بن الحارث بن الخزرجِ الأنَصاري الخدري. وخدرة وخدَارة أَخوِان بَطنان من الأَنصار، فأمر سعيد من خدرة، وأبو مسعود من خدَارة. وأَبو سعيد أَخو قتادة بن النعمان لأمه. وكان من الحفاظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المكثرين، ومن العلماءِ الفضلاءِ العقلاء. روِيَ عن أَبي سعيد قال: عُرِضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق، وأَنا ابن ثلاث عشرة، فجعل أَبي يأخذ بيدي ويقول: يا رسول الله، إِنه عَبل العظام. فردني. وقال: وخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق قال الواقدي: وهو ابن خمس عشرة سنة، ومات سنة أَربع وسبعين. وقد ذكرنا في "سعد بن مالك" من أَخباره أَكثر من هذا. أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. ب ع س أَبو سَعِيد بن المعلى. قيل: اسمه رافع بن المعلى. وقيل: الحارث بن المعلى. قال أَبو عمر: ومن قال "رافع" فقد أَخطأة لأَن رافع بن المعلى قتِل ببدر، قال: وأصح ما قيل في اسمه: الحارث بن نُفَيع بن المعَلى بن لَوذان بن حارثة بن زَيد بن فى بن عَدِي بن مالك بن زيد مَناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب الأنصاري الزْرقي. وأَمه أَميمة بنت فرط بن خنساء، من بني سَلَمة. نسبه كما ذكرناه جماعة. وحبيب بن عبد حارثة هو أَخو زُرَيق. وقيل: لأَبي سعيد: "زرقي" لأَن العرب كثيراً ما تنسب ولد الأخَ إِلى أَخيه المشهور. وقد تقدم لهذا نظائر كثيرة. وله صحبة، يعد في أَهل الحجاز. روى عنه حفص بن عاصم، وعبيد بن حُنَين. قال أَبو عمر: لا يعرف إِلا بحديثين، أَحدهما: كنت أُصلي فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والثاني قال: كنا نغدو إِلى السوق. . . أَخبرنا أَبو محمد عبد الله بن عَلِي بن سُوَيدةَ التكريتي بإِسناده إِلى علي بن أَحمد المفسر قال: أَخبرنا أَبو نصر أَحمد بن محمد بن إبراهيم المهرجاني، حدثنا عُبيد الله بن محمد الزاهد، أَنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العَزيز، أَنبأنا علي بن مسلم، أَنبأنا حَرَمي بن عمَارَة، حدثني شعبة، عن خبَيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عَاصم، عن أَبي سعيد بن المعلى قال، كنت أُصلي فمر بي النبي صلى الله عليه وسلم فناداني، فلم آته حتى فرغت من صلاتي، فقال: "مَا مَنَعَكَ أَن تأتيني إذ دعوتك"? قلت: كنت أُصلي. قال: "ألم يقل الله عز وجل: {استجيبوا لله والرسول إذا دعاكم}? أَتُحِبُ أَن أُعلمك أَعظم سورة في القرآن قبل أَن تخرج من المسجد قال: فذهب يخرج، فذكرته، فقال: أَخرجه أَبو نعَيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. ب أَبو سَعِيد المَقبري، اسمه كيسان مولى ليث. ذكره الواقدي فيمن كان مسلماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان منزله عند المقابر، فقيل : "المقبري" لذلك، توفي بالمدينة أَيام الوليد بن عبد الملك. وقد روىِ عن عمَر، وأَكثر رواياته عن أَبي هريرة. أَخرجه أَبو عمر.
ب دع أَبو سَعِيد. له صحبة، وهو رجل من أَهل الشام. روى عنه الحارث بن يمجد الأَشعري، حديثه في الشاميين. أَخبرنا الحكيم أَبو الحسن علي بن أَحمد بن علي بن هبل، أَنبأنا أَبو القاسم بن السمرقندي، أَنبأنا عبد العزيز بن أَحمد الكتاني، أَنبأنا أَبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أَبي نصر، وتمام بن محمد الرازي، وأَبو نصر محمد بن أَحمد بن هارون الغساني المعروف بابن الجندي وأَبو القاسم عبد الرحمن بن الحُسَين بن الحسن بن أَبي العقب، وأَبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن يحيى القطان قالوا: أَخبرنا أَبو القاسم علي بن يعقوب بن أَبي العقب، أَنبأنا أَبو زرعة الدمشقي النضري، أنبأَنا أَبو مسهر، حدثني صدقة بن خالد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثنا الحارث بن يمجد الأَشعري، عن رجل يكنى أَبا سعيد، من أَصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: قَدِمتُ من العالية إلى المدينة، فما بَلَغتُ حتى أصابني جَهد، فبينا أَنا أَسير في سوق من أَسواق المدينة، سمعت رجلاً يقول لصاحبه: "إِن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرى الليلة. قال: فلما سمعت ذكر القرى وبي جَهد أَتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، بلغني أَنك قَرَيتَ الليلة? قال: "أَجَل": قلت: وما ذاك? قال طعام في مِسخنة. قلت: فما فعل فَضله? قال: رُفِع. قال قلت: يا رسول الله، أَفي أَول أُمتك يكون- يعني موتاً- أَم في آخرها قال: في أَولها، ثم تلحقون بي أَفناداً يلي بعضكم بعضً". ورواه بشر بن بكر، عن ابن جابر، عن الحارث بن يمجد، عمن حدثه، عن رجل يكنى أَبا سعيد. أَخرجه الثلاثة. ب أَبو سَعِيد، وقيل: أَبوسَعد. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثين، أَحدهما أَنه قال:"البر والصلة وحسن الجوار عمارة الديار، وزيادة في الأعمار". روى عنه أَو ملَيكة. أَخرجه أَبو عمر وقال: هو أَنصاري، وفيه وفي الذي قبله نظر- يعني الذي يروي عنه الحارث بن يمجد. ب ع س أبو سفيَانَ بن الحَارِث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرَشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. وكان أَخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة. أَرضعتهما حليمة بنت أَبي، السعدية. وأُمه غَزِية بنت قيس بن طريف، من ولد فهر بن مالك. قال قوم- هم إِبراهيم بن المنذر، وهشام بن الكلبي، والزبير بن بكار : اسمه المغيرة. وقال آخرون: اسمه كنيته، والمغيرة أَخوه. يقال: إن الذين كانوا يشبهون رسول الله جعفر بن أَبي طالب، والحسن بن علي، بن العباس، وأَبو سفيان بن الحارث. وكان أَبو سفيان من الشعراءِ المطبوعين، وكان سبق له هجاء في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإياه عارض حسان بن ثابت بقوله: الوافر هجوت محمداً فأجبت عنه ** وعند الله في ذاك الجزاء ثم أَسلم فحسن إِسلامه. أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عُتبة، عن ابن عباس قال: مر رسول اله صلى الله عليه وسلم عام الفتح- وذكره- وكان أَبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أَبي أُمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وسلم. بثنية العُقَاب- بين مكة والمدينة- فالتمسا الدخول عليه، فكلمته أم سلمة فيهما وقالت: يا وسول الله، ابن عمك وابن عمتك وصهرك! فقال: "لا حَاجَةَ لِي بِهِمَا"، أَما ابن عمي فَهَتَك عرضي، وأَما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال بمكة ما قال. فلما خرجِ الخبر إِليهما بذلك ومع أَبي سفيان ابن له، فقال: والله لَيَأذن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَو لآخذن بيد ابني هذا، ثم لَنَذهبَن في الأَرض حتى نموت عطشاً وجوعاً. فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لهما، فدخلا عليه، فأنشده أَبو سفيان قوله في إِسلامه، واعتذاره مما كان مضى، فِقال: الطويل لكا لمظلم الحيران أظلم لـيلـه فهذا أواني حين أهدى فأهتدي أصد وأنأى جاهداً عن محـمـد ** وأدعى وإن لم أنتسب من محمد وهي أَطول من هذا. وحضر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح. وشهد معه حنيناً فأبلى فيها بلاء حسناً. وبهذا الإِسناد، عن يونس، عن ابن إِسحاق قال: حدثني عاصم بن عُمَر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أَبيه جابر بن عبد الله الأَنصاري قال: فخرج مالك بن عوف النضري بمن معه إِلى حنين ، فسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، فأعدوا وتَهَيئوا في مضايق الوادي وأَحنانه، وأَقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأَصحابه وانحط بهم الوادي في عَمَاية الصبح، فلما انحط الناسُ ثارت في وجوههم الخيل، فشدت عليهم، فانكفأ الناسِ منهزمين، وركبت الإبل بعضُها بعضاً، فلما رأَى رسولُ الله أَمرَ الناس، ومعه رهط من أهل بيته ورهط من المَهاجرين، والعباس آخذ بحَكَمَة البغلة البيضاء وقد شَجَرها. وثبت معه من أَهل بيته: علي بن أَبي طالب، وأَبو سفيان بن الحارث، والفضل بن العباس، وربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، وغيرهم. وثبت معه من المهاجرين: أَبو بكر، وعمر. فثبتوا حتى عاد الناس. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب أبا سفيان، وشهد له بالجنة، وقال: "أرجُو أن تَكُونَ خَلفاً مِن حمزة". وهو معدود في فضلاء الصحابة، رُوي أنه لما حضرته الوفاة قال: لا تبكوا عليَ فإني لم أتنظف بخطيئة منذ أَسلمت. وبهذا الإِسناد عن ابن إِسحاق، قال: وقال أَبو سفيان يبكي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الوافر وَأسعَدَنِي اَلْبُكَاءُ، وَذَاكَ فِيمَـا ** أُصِيبَ المسلمون بِـهِ قَـل
فَقد عَظمَث مُصيبَتُه وَجلـث ** عَشيةَ قِيل: قد قبِضَ الرسُول
وَتصبِح أرضنا مما عـراهـا ** تكاد بنا جوانبـهـا تـمـيل
فقدنا الوحي والتنزيل فـينـا ** يروج به ويغدو جـبـرئيل
وذاك أحق ماسالـت عـلـيه ** نفوس الناس أو كادت تسـيل
نبي كان يجلو الشـك عـنـا ** بما يوحى إليه ومـا يقـول
ويهدينا فلا تخشـى ضـلالاً ** علينا والرسول لـنـا دلـيل
فلم نر مثله في النـاس حـياً ** وليس له من الموتى عـديل
أفاطم، إن جزعت فذاك عذر ** وإن لم تجزعي فهو السبـيل
فعودي بالعـزاء، فـإن فـيه ** ثواب الله والفضل الجـزيل
وقولي في أبيك ولا تمـلـي ** وهل يجزي بفعل أبيك قـيل
فقبر أبيك سـيد كـل قـبـر ** وفيه سيد الناس الـرسـول وتوفي أَبو سفيان سنة عشرين. وكان سبب موته أنه حج فحلق رأسه، فقطع الحجام ثؤلولاً كان في رأسه فمرض منه حتى مات بعد مقدمه من الحج بالمدينة، وصلى عليه عمر بن الخطاب. وقيل: مات بالمدينة بعد أَخيه نوفل بن الحارث بأربعة أَشهر إِلا ثلاث عشرة ليلة. وهو الذي حفر قبر نفسه قبل أَن يموت بثلاثة أَيام، وذلك سنة خمس عشرة، والله أَعلم. أَخرجه أَبو نُعَيم، وأَبو عمر وأَبو موسى. د ب س أَبو سفيانَ بن الحَارِث بن قَيس بن زيد بن ضَبيعة بن زيد بن مالك بن عَوف بن عَمرو بن عوف الأَنصاري الأَوسي. قتل يوم أُحد شهيداً، وقيل: بل قتل يوم خيبر. أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن، يونس، عن ابن إِسحاق: حدثني عمران بن سعد بن سهل بن حنيف، عن رجال من قومه من بني عمرو بن عوف قالو : لما وجه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إِلى أحد وجه معه أَبو سفيان بن الحارث ورجل آخر من أَصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال ذلك الرجل: اللهم، لا تردني إِلى أَهلي وارزقني الشهادة مع رسولك. وقال أَبو سفيان: اللهم ارزقني الجهاد مع رسولك، والمناصحة له، وردني إٍلى عيالي وصبيتي حتى تكفيهم بي فقتل أَبو سفيان بن الحارث، ورجع الآخر. فَذكر أمرهما لرسول الله صلى الله عليه وسلم،َ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كَانَ أَبو سفيَانَ أَصدَق الرجلين نيةً". كذا قال ابن إِسحاق في غزوة أُحد، وعاد ذكره فيمن قتل من المسلمين يوم خيبر. أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن يونس، عن ابن إِسحاق، فيمن قتل يوم خيبر من بني عمرو بن عوف: وأَبو سفيان بن الحارث. والله أَعلم. أبو سفيان صخر بن حرب ب ع س أَبو سغيانَ صَخرُ بنُ حَرب بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأُموي، وهو والد يزيد ومعاوية وغيرهما. ولد قبل الفيل بعشر سنين، وكان من أَشراف قريش، وكان تاجراً يجهز التجار بماله وأَموال قريش إِلى الشام وغيرها من أَرض العجم، وكان يخرج أَحياناً بنفسه وكانت إليه راية الرؤساءِ التي تسمى العُقَاب، وِإذا حميت الحرب اجتمعت قريش فوضعتها بيد الرئيس. وقيل: كان أَفضل قريش رأياً في الجاهلية ثلاثة:عتبة، وأَبو جهل، وأَبو سفيان. فلما أَتى الله بالإِسلام أُدبروا في الرأي. وهو الذي قاد قريشاً كلها يوم أُحد، ولم يقدمها قبل ذلك رجل واحد إِلا يوم ذات نَكِيف قادها المطلب. قاله أَبو أَحمد العسكري. وكان أَبو سفيان صديقُ العباس، وأَسلم ليلة الفتحِ. وقد ذكرنا إِسلامه في اسمه. وشهد حنيناً، وأَعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائمها مائة بعير وأربعين أُوقية، وأَعطى ابنيه يزيد ومعاوية، كل واحد مثله. وشهد الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَفُقِئت عينه يومئذ، وفُقِئت الأُخرى يوم اليرموك. وشهد اليرموك تحت راية ابنه يزيد يقاتل، ويقول: "يا نصر الله، اقترب". وكان يقف على الكراديس يَقص ويقول: اللّه الله، إِنكم ذَادة العرب، وأَنصار الإِسلام، وإنهم ذَادة الروم وأَنصار المشركين. اللهم، هذا يوم من أَيامك، اللهم أَنزل نصرك على عبادك. وروي أَنه لما أَسلم ورأَى المسلمين وكثرتهم قال للعباس: لقد أَصبح ملك ابن خيك عظيماً. قال: إئها النبوة! قال: فنعم، إذاً. وروى ابن الزبير أَنه رأَى أَبا سفيان يوم اليرموك وكان يقول: إِذا ظهرت الروم: إيه بني الأَصفر! وإذا كشفهم المسلمون يقول: الخفيف ونقل عنه من هذا الجنس أَشياء كثيرة لا تثبت، لأنَه فقئت عينه يوم اليرموك، ولو لم يكن قريباً من العدو ويقاتل لما فقئت عينه. وكان من المؤلفة، وحسن إِسلامه، وتوفي في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. .قيل: ثلاث وثلاثين. وقيل: إحدى وثلاثين. وقيل: أَربع وثلاثين. وصلى عليه عثمان. وقيل: صلى عليه ابنه معاوية، وكان عمره ثمانياً وثمانين سنة. وقيل: ثلاث وتسعون سنة. قيل غير ذلك. أَخرجه أَبو عمر، وأَبو نُعَيم، وأَبو موسى. ب أَبوسفيَان ، والد عبد الله بن أَبي سفيان. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم : "عمرَة فِي رَمَضَانَ تعدل حجة". إِسناده مدني. أَخرجه أَبو عمر، وقال: أَخشى أَن يكون مرسلاً. د ع أَبو سفيَان بن مِحصَن. حج معِ رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه عَدي مولى أَم قيس. روى أحمد بن حازم، عن صالح مولى التوأَمة، عن عَدي مولى أَم قيس، عن أَبي سفيان بن محصن قال: رمينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جمرة العقبة يوم النحر، ثم لبسنا القُمُصَ. أَخرجه ابن منده وأَبو نعيم. قال أَبو نعيم: ذكره المتأخر- يعني ابن منده- فقال: "أَبو سفيان" وهو وهم، إنما هو أَبو سنان، ورواه بإسناده عن إِبراهيم بن محمد الأَسلمي، عن صالح، عن عدي، عَن أَبي سنان قال: رمينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث، وذكره. ب أبو سفيَان مدلوك. ذهب به مولاه إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمِ معه، ومسح النبي صلى الله عليه وسلم برأسه، ودعا له بالبركة، فكان مقدم رأسه ما مس رسول الله صلى الله عليه وسلم منه أسود، وسائره أَبيض. أَخرجه أَبو عمر. س أَبو سفيَان بن وهب بن رَبِيعة بن أَسَد بن صهيب بن مالك بن كثير بن غنم بن دوادن بن أَسد بن خزَيمة الأَسَدي. شهد بدراً، قاله جعفر المستغفري. أَخرجه أَبو موسى مختصراً. ب دع أَبو سُكينَة. شامي نزل حمص. قال أَبوعمر: لا أَعرف له نسباً ولا اسماً. وقيل: اسمه مُحلم. ولا يثبت، روى عنه بلال بن سعد الواعظ، ذكروه في الصحابة ولا دليل على ذلك. ومن حديثِ أَبي السكينة ما أَخبرنا به يحيى بن محمود بن سعد بإِسناده عن أَبي بكر بن عاصم قال. حدثنا محمد بن إدريس، أَخبرنا أَبو توبة، أَخبرنا يزيد بن ربيعة، عن بلال بن سعد قال: سمعت أَبا سكينة يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: "إذا ملك أحدكم شيئاً فيه ثمن رقبة فليعتقها فإن الله يعتق بكل عضو منها عضواً من النار". وقيل: إِن حديثه هنا مرسل، ولا صحبة له. أَخرجه الثلاثة. ب د ع أَبو سُلاَلَةَ الأسلَمِي، وقيل: أَبو سُلاَلة السلمي. وقيل: أَبو سَلام السلمي. وأَبو سُلالة أكثر. ذكِرَ في الصحابة. روى عاصم بن عبيد الله، عن عبد الله بن عبد الرحمنِ، عن أبي سلالة الأَسلمِي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم، وإنهم يحدثونكم فيكذبونكم، ويعلمون فيسيئون، ولا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم، وتصدقوا كذبهم، فأعطوهم الحق ما رضوا به، فإذا تجوروا فقاتلوهم، فمن قتل على ذلك فإنه مني وأنا منه". أَخرجه الثلاثة. ب د ع أَبو سَلامِ الهاشِمي، مولى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. ذكره خليفة في الصحابة مِن موالي بني هاشم بن عبد مناف. روى شعبة، عن أَبي عَقيل هشام بن بلال، عن سابق بن ناجية، عن أَبي سَلام قال: سعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "مَا مِن مسلِم أو عَبد يقول حين يمسي وحين يصبح:رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ثلاث مرات إلا كان حقاً على الله أن يرضيه يوم القيامة". أَخرجه الثلاثة. ب أبو سَلامَة الثقَفِي. ذكر في الصحابة، قيل: اسمه عروة. أَخرجه أَبو عمر مختصراً. ب ع س أَبو سَلامة السلامي، وأَبو سلامة الحنيني. قال أَبو عمر: هما عندي واحد. واسمه: خداش أَبو سلامة السلامي، وقيل: السلمي. لا يوجد ذكره إِلا في حديث واحد عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال: "أوصي امرأ بأمه- ثلاث مرات - أوصي امرأ بأبيه" الحديث. وقد ذكرنا في خداش أَكثر من هذا. أَخرجه أَبو نعيم، وأَبو عمر، وأَبو موسى. "الحنيني "، بنونين، وقيل: هو نسبة إِلى حبيب لا بباءَين، وهو السلمي والد أبي عبد الرحمن السلمي، وهو وهم. ب أَبو سَلمة بنُ عَبدِ الأَسدِ هِلاَل بن عبد الله بن عُمَر بن مخزوم القُرَشي المخزومي. اسمه: عبد الله بن عبد الأَسد، أمه بزة بنتُ عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، فهو ابن عمة النبي صلى الله عليه وسلم. كان قديم الإِسلام. أَخبرنا عبيد الله بن أَحمد بإِسناده عن يونس، عن إِسحاق قال: وانطلق أَبو عبيدة بن الحارث، وأَبو سلمة بن عبد الأَسد، والأَرقم بن أَبي الأَرقم، وعثمان بن مظعون حتى أَتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهم الإِسلام، وقرأَ عليهم القرآن، فأَسلموا وشهدوا أَنه على هُدى ونور- قال: ثم أَسلم ناس من العرب، منهم سعيد بن زيد، وذكر جماعة. وهاجر إلى أَرض الحبشة معه امرأَته أُم سلمة، ثم عاد وهاجر إِلى المدينة. وشهِد بدراً، وجُرح بأحد جرحاً اندمل ثم انتقض، فمات منه في جمادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة، قاله أَبو عمر. أَخبرنا أَبو ياسر بن أَبي حبة بإِسناده عن عبد الله بن أَحمد: حدثني أَبي، أَخبرنا أَخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، حدثني ابن عمر بن أَبي سلمة، عن أَبيه? عن أُم سلمة: أَن أَبا سلمة حدثهم أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليقل: إنا لله وإنا إليه راجعون، للهم عندك احتسب مصيبتي، فأجرني فيها، وأبدلني خيراً منها". فلما مات أَبو سلمة قُلتُها، فأخلفني خيراً منه. ع س أَبو سَلَمَةَ جَدْ عبد الحميد بن سَلمة الأَنصاري. خيره النبي صلى الله عليه وسلم بين أَبويه لما أَسلم أَحدهما. اسمه: رافع. أَخرجه أَبو نُعيم وأَبو موسى.
ب س أَبو سَلَمَةَ رَجل من الصحابة، غير منسوب. ذكره الحاكم أَبو أَحمد في كتاب الكنى، وأَورده الحاكم أَبو عبد الله أَيضاً في الصحابة. روى موسى بن إِسماعيل، عن حماد بن يزيد بن مسلم المنقري، عن معاوية بن قرة قال كهمس الهلالي: أَلا أُحدثك ما سمعت من عمرة قلت: بلى. قال: بينما أَنا عند عمر جاءَته امرأَة تشكو زوجها، تقول: إِنه قد قل خيره، وكثر شره. قال: ومن زوجك? أَحسبها قالت: أَبوسلمة. قال: ذلك رجل صدق، وإن له صحبة من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. أَخرجه أَبو عمر، وأَبو موسى. ب د ع أَبو سلمى، راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم. قيل : اسمه حُرَيث. كوفي، وقيل: شامي. روى عنه أَبو سلام الأَسود، وأَبو معمر عباد بن عبد الصمد. أَخبرنا فِتيان بن محمد بن سودان، أَخبرنا أَبو نصر أَحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي أَخبرنا أَبو الحسين بن النقُور، أَخبرنا أَبو القاسم عيسى بن علي بن الجراح، أَخبرنا أَبو القاسم البَغَوي، أُخبرنا أَبو كامل الجحدري، أَخبرنا أبو عباد بن عبد الصمد قال: حدثني أَبو سلمى راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من لقي الله عز وجل، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وآمن بالبعث والحساب، دخل الجنة" قلت: أَنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأدخل إِصبعيه في أذنيه وقال: سمعت هذا منه غير مرة ولا مرتين ولا ثلاث، ولا أَربع. وروى الفضل بن الحسين، عن عباد بن عبد الصمد قال: بينا أنا بالكوفة، إِذ قيل: هذا رجل من أَصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان خادماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فناداه رجل يكنى أَبا مسعر، فقال: يا عبد الله، كنت خادماً لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم? قال: نعم، كنت أَرعى له. فقال: أَلا تحدثنا ما سمعته منه? قال: بلى، حدثني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أَنه قال: "بخ بخ لخمس، ما أثقلهن في الميزان! سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله". ورواه أَبو سلام، عن أَبي سلمى أَيضااً. واختلف عليه فيه، فروى عنه، عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم. وقد رُوِي عن أَبي سلام، عن ثوبان. أَخرجه الثلاثة. سُلمى: ضبطه ابن الفرضي بالضم، وهو الصحيح. ب أَبو سلمى، آخر. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يحفظ عنه إِلا شيئاً واحداً قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في يه يقرأَ في صلاة الغدَاة: "إذا الشمس كروت". روى عنه السري بن يحيى. قال ابن أَبي حاتم: سمعت أَبي يقول: قلت لحسان بن عبد الله: لقي السرِي بن يحيى هذا الشيخ? قال: نعم. أَخرجه أَبو عمر. سُلمى : ضبطه ابن الدباغ والأَشِيري بضم السين، وصححوا عليه. ب أَبوسُلمى مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أَبو عمر: لا أَدري أَهو راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم المقدم ذكره أَم غيره.? أَخرجه أَبو عمر مختصراً. ب دع أَبُو سَلِيط الأَنصاري. مدني، اسمه: أُسَيرَة بن عَمرو بن قيس بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عَدي بن النجار الأَنصاري الخزرَجي النجاري، وأُمه:آمنة بنت عجرَة- أُخت كعب بن عُجرَة- وقيل: اسمه سَبرَة، قاله الكلبي. وقد ذكر فيهما. شهد بدراً وما بعدها من المشاهد. قال أَبو نعيم: أَبُو سليط اسمه أُسَيرَة بن عمرو. وقيل: ابن مالك بن عَدي بن عامر بن غنم بن عدي. أَخبرنا يحيى بن محمود إِذناً بإسناده إِلى أَبي بكر بن أَبي عاصم قال: حدثنا أَبو بكر بن إشيبة، أَخبرنا عبد الله بن نُمَير، حدثنا محمد بن إِسحاق، عن عبد الله بن عمرو بن ضمرَة الفَزارِي، عن عبد الله بن أَبي سَلِيط، عن أَبيه- وكان بدرياً- قال: لقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أَكل لحوم الحُمُر، وإن القدور لتفور بها، فكفأناها على وجوهها. أَخبرنا عمر بن محمد بن طَبَرزد وغيره، قالوا: أَخبرنا أَبو القاسم هبة الله بن محمد بن عبد الواحد، أَخبرنا محمد بن محمد البزاز، أَخبرنا محمد بن عبد الله بن إِبراهيم، أَخبرنا حمد بن يونس القرشي، أَخبرنا عبد العزيز بن يحيى- مولى العباس بن عبد المطلب- أخبرنا محمد بن سليمان بن سلِيط الأَنصاري ، حدثني أَبي، عن أَبيه، عن جده أَبي سَلِيط كان بدرياً- قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الهجرة، ومعه أَبو بكر الصديق وعامر بن فُهَيرة مولى أَبي بكر، وابن أرَيقط يَدلهم على الطريق، مروا بأم معبد الخزاعية، وهي لا تعرفه، فقال لها: "يا اُم معبد، هل عندك من لبن"? قالت: لا، والله وإن الغنم لعازبة. قال: "فَمَا هذهِِالشاة التي أرى"? لشاة رأها في كفاءِ البيت، قالت: شاة خَلفها الجهد عن الغَنم. قال: "أتأذنين في حلابها"? قالت: لا، والله ما ضَرَبَها فحل قط، فشأنك بها. فمسح ظهرها وضرعها، ثم دعا بإِناءِ يُرَبض الرهط، فحلب فيه فملأَه، فسقى أَصحابه عَلَلا بعد نَهَل، ثم حلب فيه آخر، فغادره عندها وارتحلوا، وذكر الحديث. أَخرجه الثلاثة. ب دع أَبو السمح، مَولَى النبي صلى الله عليه وسلم. ويقال: خادم النبي صلى الله عليه وسلم. قيل اسمه زياد. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في بول الجارية والغلام. أَخبرنا أَبو أَحمد عبد الوهاب بن أَبي منصور بإِسناده عن أَبي داود قال: حدثنا مجاهد بن موسى، وعباس بن عبد العظيم قالا: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثني يحيى بن الوليد، عن محل بن خَلِيفَةَ، عن أَبي السمح قال: كنت أَخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان إِذا أَراد أَن يغتسل قال: "ولني". فأوليه قفاي، وأَستره. قال: وجيءَ بالحسن أَبو الحسين، فبال على صدره، فجئت أغسله، فقال: "يغسل من بول الجارية، ويرش من بول الغلام". أَخرجه الثلاثة. ب د ع أَبو السنابِل بن بعكَكِ بن الحارث السباق بن عبد الدار. كذا نسبه أَبو عمر، وابن الكلبي. وقال ابن إِسحاق: هو أَبو السنابل بن بعكك بن الحارث بن عُمَيلَةَ بن السباق، كذا نسبه عنه أَبو نُعَيم. واسمه عَمرو. وقيل: حبة. وأمه عَمرة بنت أَوس العُذرِية، مِن عذرة بن سعد هُذَيم. أَسلم في الفتح، وهو من المؤلفة قلوبهم، وكان شاعراً وسكن الكوفة. أَخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإِسناده عن عبد الله بن أَحمد: حدثني أَبي، أَخبرنا حسين بن محمد، أَخبرنا شيبان، عن منصور ح- قال أَحمد: وحدثنا عفان، عن شعبة قال: حدثنا منصور، عن إِبراهيم، عن الأسَود، عن أَبي السنابل قال: وضعت سبَيعة بنت حارث بعد وفاة زوجها بثلاث وعشرين- أَو: خمس وعشرين- ليلة، فلما تَعَلت من نفاسها تشوفت النكاح، فأنكر ذاك عليها، وذُكِر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن تفعل فقد حل أجلها". وقال عفان: فقد خلا أَجلها. قال أَبو أَحمد العسكري: وفي قُرَيش آخر يكنى: أَبا السنابل، وهو: عبد الله بن عامر بن كُرَيز"، وربما أَشكل بهذا. حَبة: بالباءِ الموحدة. وقيل: بالنون، قاله ابن ماكولا. ب دع أَبو سِنان الأَسَدي، اسمه: وهب بن عبد الله. وقيل: عبد الله بن وهب. ويقال: عامر. ولايصح. ويقال: اسمه وهب بن محصَن بن حُرثان بن قيس مة بن كثير بن غَنم بن دُودَان بن أَسد بن خُزَيمة فاِن يكن وهب بن محصَن بن حرثان لا فهو أَخو "عكاشة بن محصن". وهو أَصح ما قيل فيه، وابن سنان بن أَبي سنان. وهم حلفاءُ بني عبد شمس، وشهد أَبو سنان بدراً. أَخبرنا أَبو جعفر بإِسناده عن يونس، عن ابن إِسحاق، في تسمية من شهد بدراً: "أَبو سنان بن محصَن، أَخو عكاشة بن محصَن"، فابن إِسحاق قد جعله أَخاه. قيل: إِنه أَسَن من أخيه عكاشة بن محصن- قال الواقدي: بنحو عشرين سنة- وقال: توفي وهو ابن أَربعين سنة، في سنة خمس من الهجرة. وقيل: توفي والنبي صلى الله عليه وسلم محاصر قريظة، وذلك سنة خمس، قاله أَبو عمر. وقال الشعبي، وزِز بن حُبَيش: أَزل من بايع تحت الشجرة بيعَة الرضوان: أَبو سنان بن وهب الأَسَدي، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "عَلاَمَ تُبَايع"? قال: على ما في نفسك. وقال الواقدي: أول من بايع سنان بن أَبي سنان، بايعه قبل أَبيه. أَخرجه الثلاثة، وأَخرجه أَبو موسى أَيضاً وقال: "أَبو سنان بن محصن حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه عدي مولى أُم قيس، أَورده أَبو عبد الله في "أَبي سفيان بن محصن". وقال أَبو نعيم: "إِنما هو أَبو سنان". وقال جعفر: "أَبو سنان ابن أَخي عكاشة. شهد هوو ابنه سنان بدراً، يقال: اسمه وهب بن عبد الله بن محصَن ، ويقال: عبد الله بن وهب". انتهى كلامه. قلت، وقد تقدم في "أَبو سفيان بن محصن، قولُ أَبي نُعيم، ولكن ابن منده قد عاد ذكره "أَبو سنان" فقال: "أَبو سنان بن وهب الأَسدي، أول من بايع تحت الشجرة"، وروي ذلك عن زر بن حُبَيش. فهذا أَبو سنان هو ابن محصن في بعض الأَقوال، وإن لم يذكره ابن منده، فهو المراد، وغاية ما عمل أَنه ما استقص الأَقوال في نسبه، وهذا لا يقتضي أَن يُستدرَك عليه، على أَن عادة ابن منده إِهمال الأَنساب وترك الاستقصاءِ فيها. وقول أَبي موسى فيه: "قيل: اسمه وهب بن عبد الله بن محصن، وهَو بعض ما ذكرناه من الأَقوال في اسمه ونسب والله أَعلم". ولو بين الوهم من ابن منده في الترجمتين لكان أَحسن. فإنه ذكر أَبا سفيان بن محصن، وذكر ترجمة أَخرى: أَبو سفيان بن وهب، فجعل الواحد اثنين، وأَخطأ في أَحدهما، فجعل أَبا سفيان بن محصن، فغلط في الكنية وأَما الثاني فإنه جعل أَبا سفيان بن وهب. وهو قول بعضهم،وإنما الأَكثر أَن اسمه وهب، والأَولى حيث اختصر أَن يذكر الأَشهر. وقد ذكر عن الواقدي أَن أَبا سنان توفي سنة خمس، ونقل بعد ذلك أَنه أَول من بايع بيعة الرضوان، فربما يظن متناقضاً، وليس كذلك فاِن الواقدي ذكر أَن الذي بايع أَولاً ابنه سنان، وأَما من يجعل أَبا سنان أول من بايع فلا يقول: إِنه توفي سنة خمس. والله أَعلم. ب دع أبُوسِنَان الأَشجَعِي. شهد قضاءَ رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق. قيل: اسمه معقل بن سنان. أَخبرنا الخطيب عبد الله بن أَحمد باِسناده عن أَبي داود الطيالسي: حدثنا هشام، عن قتادة، عن خِلاس بن عمرو، وعن عبد الله بن عتبة قال: أُتي عبد الله بن مسعود في امرأَة توفي عنها زوجها ولم يدخل بها ولم يفرض لها، فأبى أَن يقول فيها شيناً، فأتى فيها بعد شهر فقال: اللهم، إن كان صواباً فمنك، وإِن كان خطأ فمني، لها صدقة إِحدى نسائها، ولها الميراث وعليها العسق. فقام رجل من أَشجع فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا بذلك في بروَغ بنت واشق. فقال: "هلم شاهداً لك". فشهد أَبو سنان والجراح الاَشجعي، رجلان من أشجع. أَخرجه للثلاثة. س أبو سنان بن صيفي بن صخر بن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة. شهد بدراً. وقتل يوم الخندق شهيداً، قاله عن جعفر عن ابن إسحاق. وذكره ابن الكلبي فقال: "سنان بن صيفي"، ونسبه كذلك. والذي عندنا من طرق مغازي بن إسحاق: "سنان". لم يجعله كنية. وكذلك ذكره أبو عمر، وأبو موسى أيضاً في الأسماء، ولم يجعله كنية، والله أعلم. ب د ع أبو سود التميمي. قال ابن قانع: هو حسان بن قيس بن أبي سود بن كلب بن عدي بن مالك بن غدانة بن يربوع بن حنظلة بن مالك التميمي الحنظلي. وهو والد وكيع بن أبي سود. وقيل: جد وكيع بن حسان بن أبي سود، ونسب إلى جده. ووكيع صاحب الفتنة بخراسان، وهو الذي قتل قتيبة بن مسلم أمير خراسان صاحب الفتوح، وكان وكيع يحمق، وولي خراسان بعد قتل قتيبة أول خلافة سليمان بن عبد الملك، ثم عزل عنها. وقد ذكرنا جميع أحواله في "الكامل في التاريخ". روى أبو سود عن النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا ابن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، أخبرنا يحيى بن لآدم، أخبرنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن شيخ من بني تميم، عن أبي سود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اليمين الفاجرة التي يقتطع بها الرجل مال المسلم، تعقم الرحم". وكذلك رواه عبد الرزاق، عن معمر. وقال ابن دريد: كان أبو سود جد وكيع مجوسياً فأسلم. وهذا غير بعيد، لأن ديار تميم كانت تجاور بلاد الفرس وهم تحت أيديهم، والمجوسية في الفرس، على أن العرب قبل الإسلام كان كثير منهم قد تنصر كتغلب وبعض شيبان وغسان، وكان منهم من صار مجوسياً وهم قليل، وأما اليهودية فكانت باليمين. أخرجه الثلاثة. ب د ع أبو سويد. وقيل: أبو سوية الأنصاري. ويقال: الجهني. وهو رجل من الصحابة، روى عنه عبادة بن نسي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على المتسحرين. قال الدار قطني: أبو سوية الأنصاري، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن قال "أبو سويد" فقد صحف. وقال ابن ماكولا: سوية: بفتح السين، وكسر الواو، وتشديد الياء، وآخره هاء، فهو أبو سوية. له صحبة. أخبرنا يحيى إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن علي بن ميمون، حدثنا حصن بن محمد، أخبرنا علي ثابت، عن حاتم بن أبي نصر، عن عبادة بن نسي، عن أبي سويد وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم صل على المتسحرين". أخرجه الثلاثة. ب أبو سهل. أخرجه أبو عمر، وقال: لا أعرفه. هذا القدر الذي أخرجه.
ذكر في الأسماء أخرجه أبو موسى مختصراً. ب د ع أبو سيارة المتعي ثم القيسي. شامي. قيل: اسمه عميرة بن الأعلم. وقيل: عامر بن هلال، من بني عبس بن حبيب من خارجة عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر وقيل: الحارث بن مسلم. ذكره جماعة في الصحابة، ورواه حديثه. وأخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده عن المعافي بن عمران: أخبرنا سعيد بن عبد العزير الدمشقي، عن سليمان بن موسى، عن أبي سيارة المتعي أنه قال: قلت: يا رسول الله، إن لي نحلاً وعسلاً? قال: "أد العشر". قلت يا رسول الله، احم لي جبلها. قال أبو عمر: "هو حديث مرسل لا يصح أن يحتج به إلا من قال بالمراسيل، لأن سليمان يقول: لم يدرك أحداً من الصحابة". أخرجه الثلاثة. ع س أبو سيف القين زوج أم سيف، ظئر إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم. روى ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم صلى الله عليه وسلم، فدفعته إلى أم سيف امرأة قين يقال له: أبو سيف فانطلق يأتيه"، فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره، وقد امتالأ البيت دخاناً، فأسرعت فقلت: يا أبا سيف، أمسيك فقد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأمسك. أخرجه أبو نعيم وأبو موسى. د ع أبو شاه. أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، أخبرنا الوليد، حدثنا الأوزاعي أخبرنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة- ح قال أبي: وأبو داود، حدثنا حرب، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة المعنى- قال: لما فتح الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم، فحمد الله عز وجل وأثنى عليه، ثم قال: "إن الله حبس عن مكة الفيل، وسلط عليها رسوله والمؤمنين، وإنما أحلت لي ساعة من نهار، ثم هي حرام إلى يوم القيامة، لا يعضد شجرها ولا ينفر صيدها، ولا تحل لقطتها إلا لمنشد، ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين: إما أن يفدى، وإما أن يقتل". فقام رجل من أهل اليمن يقال له "أبو شاه" فقال: يا رسول الله، اكتبوا لي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتبوا لأبي شاه". فقال عباس: يا رسول الله، إلا الإذخر? فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إلا الإذخر". فقلت للأوزاعي: ما قوله: "اكتبوا لأبي شاه"? قال: يقول: اكتبوا له خطبه التي سمعها. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. أبو شباث، اسمه خديج بن سلامة. تقدم ذكره في خديج. شباث: بضم الشين، وبالباء الموحدة، وآخره ثاء مثلثة. س أبو شجرة. أورده جعفر وقال: لا أدري له صحبة أم لا? وأخرجه ابن أبي خيثمة في الصحابة. وأورده غيره أيضاً. روى قتيبة بن سعيد، عن الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية، عن أبي شجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقيموا الصفوف، فإنما تصفون بصفوف الملائكة، حاذوا بين المناكب وسدوا الخلل، ولا تذروا فرجات الشيطان، ومن وصل صفاً وصله الله عز وجل". روى عنه أبو الزاهرية حديثاً في فضل الإسلام. أخرجه أبو موسى وقال: "أبو شجرة هذا يروى عن ابن عمر، أرسل هذين الحديثين". أبو شجرة، واسمه: معاوية بن محصن بن علس بن الأسود بن وهب بن شجرة بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شجاعاً. ذكره هشام بن الكلبي. ب د ع أبو شداد الذماري العماني. سكن عمان. وذكر أنهم أتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قطعة آدم: "من محمد رسول الله إلى أهل عمان: سلام عليكم، أما بعد، فأقروا بشهادة أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله، وأدوا الزكاة، وخطوا المساجد كذا وكذا، وإلا غزوتكم" قيل لأبي شداد: فمن كان عامل عمان? قال: إسوار من أساورة كسرى. روى موسى بن إسماعيل، عن عبد العزيز بن زياد الحبطي، عن أبي شداد، بهذا. أخرجه الثلاثة. قلت: كذا قاله أبو عمر: "الذماري". والذي يقوله غيره من أهل العلم: "دمائي"، بالدال المهملة، والميم، وبعد الأف ياء تحتها نقطتان، نسبة إلى "دما" وهي من عمان. وقاله ابن منده وأبو نعيم: العماني، وأما "ذمار" فمن اليمن، من نواحي صنعاء. ب د أبو شداد. عقل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يره ولم يسمع منه، قاله معن بن عيسى، عن معاوية بن صالح، عن أبي شداد، قاله أبو عمر. وقال ابن منده: أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد وفاته. أخرجه ابن منده وأبو عمر. د ع أبو شراك القرشي الفهري. شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، ومات سنة ست وثلاثين. وقيل: اسمه عمرو بن أبي عمرو، قاله الواقدي. أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. ب أبو شريح الأنصاري. له صحبة، ذكروه في الصحابة. قال أبو عمر: لا أعرفه بغير كنيته، وذكر هذا. أخرجه أبو عمر مختصراً. ب ع س أبو شريح الخزاعي الكعبي. اختلفوا في اسمه فقيل: خويلد بن عمرو. وقيل: عمرو بن خويلد. وقيل: كعب بن عمرو. وقيل: هانئ بن عمرو. وأسلم قبل فتح مكة، وكان يحمل ألوية بني كعب بن خزاعة يوم الفتح، وقد ذكرناه في الخاء. وكان من عقلاء الرجال، وكان يقول: إذا رأيتموني أبلغ من أنكحته أو نكحت إليه إلى السلطان، فاعلموا أني مجنون ومن وجد لأبي شريح سمناً أو جداية، فهو له حل، فليأكله وليشربه. أخبرنا غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا قتيبة، أخبرنا الليث بن سعد، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي أنه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكة: ائذن لي أيها الأمير أحدثك قولاً قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم الفتح، سمعته أذناي ووعاه قلبي وأبصرته عيناي حين تكلم به، حمد الله وأثنى عليه ثم قال: "إن مكة حرمها الله ولم يحرمها الناس، ولا يحل لأمرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً، أو يعضد بها شجرة، فإن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، فقولوا له: إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لك، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليلغ الشاهد الغائب". فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو بن سعيد? قال: أنا أعلم منك بذلك، إن الحرم لا يعيذ عاصياً، ولا فاراً بدم، ولا فاراً بخربة. وتوفي أبو شريح سنة ثمان وستين. أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى. يعضد شجرة أي يقطعها. ولا فاراً بخربة. ب أبو شريح الحارثي هانئ بن يزيد الحارثي. أخبرنا عبيد الله بن أحمد البغدادي بإسناده عن يونس بن بكير، عن قيس بن الربيع، عن المقدام بن شريح بن هانئ، عن أبيه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني الحارث بن كعب، وكان يكنى أبا الحكم، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "إن الله هو الحكم وإليه الحكم، فلم تكنى بأبي الحكم"? فقال: إن قومي إذا اختلفوا في شيء حكمت بينهم، فرضي كلا الفريقين بحكمي، فكنوني أَبا الحكم. فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أي وَلَدِكَ أكبر"? فقلت: شريح. فقال: "أنتَ أَبوشُرَيح". قيل: إِن النبي صلى الله عليه وسلم دعا له ولولده. وهو والد شريح بن هانىء صاحب علي بن أَبي طالب، يعد في أَهل الكوفة. أَخرجه أَبو عمر.
|